Wednesday, January 15, 2014

بابا صادق - 3

بابا صادق - 3
يروي جناب القمص لوقا سيداروس قائلا : 

حياته في الأسكندرية :
لقد هرب عم صادق من القاهرة إذ وجد أنه صار معروفامن كثيرين وكان يفضل أن يعيش حياة هادئة  بعيدا عن أنظار الناس ...حتى أنه عندما جاء إلى الأسكندرية كان يحفي نفسه ولا يختلط  كثيرا بالناس .
سكن بجوار كنيسة مارجرجس باسبورتنج ، وتعرف بأبينا المتنيح القمص بيشوى كامل ، وكان ذلك في بداية خدمته وكان أبونا بيشوى عندما يريد أن ينال  قسطا من الراحة من عناء الخدمة ، يدخل بيت عم صادق وكانا يتعزيان  معا بكلمات النعمة وفيضها .

وقد إجتمع إلى عم صادق قلة قليلة من الشبان معظمهم من المغتربين، وكان بالنسبة لهم ينبوع تعليم وبركة كبيرة .
ولم يكن عم صادق يقبل أن يعظ في الكنيسة أو إجتماعاتها وكان يقول إن الروح القدس هو الذي أقام في الكنيسة  أولا  رسلا ،  ثانيا معلمين ، وأنا لم يقمنى الروح  معلما .ولكننى أنا أتعزى مع إحوتى الذين يشاركونى الإيمان وكل ما آخذه من اللَّه لا أبخل به على أحد .

صلاة القداس :
سيظل هذا المنظر  عالقا بذهنى ما حييت، منظر عم صادق في الكنيسة أثناء القداس، لأنى أشهد بالحق أننى ما رأيت مثل هذا مطلقا فهو يدخل الكنيسة ويسير بخشوع شديد إلى الهيكل البحرى الجانبى، ويسجد بوقار شديد ثم يدخل إلى مقصورة الرجال ويسجد إلى ناحية المذبح ثم يقف كمن تسمرت قدماه لا يتحرك طوال القداس إلى النهاية ، ومن لحظة دخوله إلى
الكنيسة ووقوفه تجاه المذبح وعيناه تفيضان بالدموع كأنهما مجارى مياه أرميا النبى . هكذا رأينا عم صادق في جميع القداسات التي عاشها في الكنيسة لم تكف عيناه عن البكاء في قداس واحد، من أين تأتى هذه الدموع الغزيرة ؟ سوى من قلب نقى رحوم ومشاعر روحية مرهفة وإحساس حقيقى بحضور المسيح .

(يتبع)
منقول من كتاب :
القمص لوقا سيداروس
كنيسة مارجرجس اسبورتنج
رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الجزء الأول

No comments: