Tuesday, January 28, 2014

بابا صادق - 7 - مع أولاده

كلمة اللَّه الحية :
كان في أيامه الأخيرة يعانى بشدة من مرض الحساسية وكان يتنفس بصعوبة بالغة ولكن العجيب ما إن يدخل إليه أحد أولاده ويفتح فمه ليتكلم معه كلمة الحياة الأبدية بكل أحاسيسه حتى ينتظم تنفسه وكأنه بلا مرض ، وكانت تبادره أمرأة أخيه - وكان يدعوها  دائما أختى - قائلة :" يا أحى أنا حقا متعجبة من أمرك ، من دقائق قليلة كنت في حال الموت فما بالك الأن تتكلم، أسكت  قليلا لكى تستريح "، فكان يجيبها بإبتسامة لطيفة :" يا أختى ألا تعلمى أن كلمة اللَّه حية ومحيية ، إنى وأنا أنطقها بفمى تحيينى ".

الأيام الأخيرة :
أنشغل في أيامه الأخيرة بفكر واحد كان يملأ عليه حياته وقد إنطبع على جميع كلماته وتأملاته وهو موضوع نهاية العالم " أيها الأولاد إنها الساعة الأخيرة ، وهكذا كان كمن أُعلن له  مسبقا رحيله من هذا العالم ، إن خلع مسكنه قريب وكان يحمس أولاده أن يكونوا في سهر وإستعداد لملاقاة العريس وليس أدل على ذلك سوى عبارة عميقة روحية أفتتح بها إحدى رسائله إلى أحد أبنائه في الخارج ونحن نضعها هنا كنموذج نتعرف من خلاله على هذه الشخصية الروحية العملاقة ، أسمعه يقول :

ابنى الحبيب ...
عندما تقبل أيام الصوم الكبير تكون النعمة قد رتبت أمام نفسى مائدة غنية لآخذ لنفسى  زادا يكفينى للركض للقاء الحبيب ولما كان لضعفي وتهاونى يفوتنى الكثير فإن النعمة تعوضنى في السنة الجديدة ما فاتنى أن أتمتع به في الماضى .وقد توسلت إلى المسيح بحق حبه الذي له في قلبى أن يُجلس نفسك المحبوبة بجوار نفس أبيك الشيخ المسكين لكى تأخذ لك يا ابنى طاقة تكفيك للركض في الطريق الروحانى لملاقاة المسيح المبارك "
(يتبع)

No comments: