يعطيك الرب سؤل قلبك
من الأحباء الذين عاصروا بداية كنيسة مارجرجس باسبورتنج، عائلة متدينة ملتصقة بالكنيسة، نزحت من المنصورة منذ زمن ثم ارتبطت هذه الأسرة بأبينا بيشوي ارتباطًا روحيًا وثيقًا ...فرب الأسرة رجل ملتزم يحيا في خوف الله وله تاريخ حي مع المسيح وعشرة طيبة، والزوجة فاضلة بمعنى الكلمة ... ربت الأولاد في خوف الله فنشأوا جميعًا خدامًا وشمامسة محبين لله ملتصقين بوصاياه ... شيء شهي للنفس أن تراه، إذ تجد هذا المناخ الروحي المفرح الذي إذا نمت النفس فيه تجد سندًا، وأى سند ضد تيارات الشر التي في العالم .تخرج الإبن الأكبر من الجامعة وشغل منصبًا ممتازًا، وهو إذ صار في سن الزواج رزقه الله بفتاة متدينة من عائلة محبة للمسيح وكان أن ارتبط بها وقد فرح به أبواه كباكورة للفرح وكعربون للسعادة الأبدية .
كانت الزوجة الشابة قد أنعم الله عليها بقلب نقي عجيب، وبساطة طفولية وبراءة نقية من شوائب الدنيا ... وكانت تعترف عليّ ، إذ قد تركت بلدها وأب اعترافها بعد أن تزوجت وعاشت في الإسكندرية ..فكنت أجد فيها صورة لنقاوة القلب وبساطة الحياة وكنت أدعو لها دائمًا أن تنمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح .
جاءتني مرة تقول : هل كل طلبة نطلبها من الله يستجيبها؟
قلت لها :نحن تعودنا أن نضع طلبتنا أمام الله ونثق في حبه لنا، وأنه يختار ما هو الصالح لحياتنا والنافع لأبديتنا ويعطينا حسب غنى نعمته الفائقة وحسب قلبنا المتجه إليه لأنه مكتوب "يعطيك الرب بحسب قلبك "...
قالت :ولكني أطلب من الله بكل ثقة وإيمان ولكنه في نفس الوقت طلب غريب !
قلت :وما هو طلبك؟
قالت :إنني أطلب من الرب أن يعطيني بنتين توأم ....
سأكون في غاية الفرح، إذ ينميا أختين متحابتين، أعتني بهما معًا وألبسهما ثيابًا بنفس الشكل وأمشط شعرهما بنفس الطريقة ... وهذه هي أمنيتي وطلبتي لدى الله .
وكنت أنا أندهش من هذا الكلام وخيل إليّ أنها أحلام طفولية ساذجة،
وكيف تكون هذه الأمور في حد ذاتها طلبة !
ولكني كنت أراجع نفسي وأقول ما شأني أنا؟ إنها تطلب من قابل
الصلاة والذي قال " اطلبوا تجدوا، اسألوا تعطوا "...فماذا لىّ أنا في تقييم الصلاة أو قبولها ...دعها وشأنها وهو العارف قلوب البشر وهو الذي يعطي بسخاء ولا يعيّر .
لذلك كت أجيبها أنه مهما طلبنا فهو يسمع ولكن استجابة الصلاة أمر يعرفه هو وحده ...
ثم رجعت بعد عده شهور وأعلمتني أنها حامل وأنها مازالت تكرر الطلب والسؤال لدى الله متشفعة بالقديسة الطاهرة مريم والشهيد العظيم مارجرجس ..وكنت أصلي لها وأتعجب من إيمانها .
جاءتني يومًا وهي في غاية الانفعال وهي تقول تصور أنني دخلت إلى الكنيسة اليوم و ذهبت لأوقد شمعة أمام أيقونة مارجرجس، وإذا الشمعة بها فتيلتين، فكدت أطير من الفرح وكأن الله يكلمني بصوت أكثر وضوح من أى صوت ...
ألا تعتبر هذه إشارة من الله؟
وبالحق لم يكن في عقلي أوفمي جواب، ولكني كنت أقول لها الله قادر على كل شيء .
ثم جاءت إليّ في يوم آخر وعليها علامات الفرح بأكثر وضوح وثقة في إيمان راسخ وقالت ليّ :
مرة أخرى ونحن بعد الغذاء مددت يدي وأخذت موزة لآكلها ...فتحتها وإذا هي توأم موزتان في واحدة
لم يكن أيامها أجهزة من التي تكشف عن الأجنة في بطون أمهاتها ...وكان نوع الطفل
لا يعرف إلا عند الولادة .
أكملت أيامها بسلام وعند الولادة إذ بها تضع توأم بنتين ...
كم كانت فرحتها ليس فقط بالبنتين بل أن الله استجاب طلبتها وسمع صلاتها .
كنت أتعجب في نفسي من هذا الإيمان الواثق والقلوب البسيطة التي تستطيع أن تأخذ من الله بطريقة يصعب التعبير عنها وقد ريتهما كما طلبت من الله وكبرتا تترعرعان في حضن البيعة المقدسة كزهرتان مغروستان على مجاري مياه الروح .
إلى هنا أعاننا الرب .
منقول من : ...
المؤلف: جناب القمص/ لوقا سيداروس
الكتاب : رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الناشر : كنيسة مارجرجس باسبورتنج
الجزء الثالث
No comments:
Post a Comment