نشأ في عائلة متدينة سكنت إحدى بلاد محافظة المنيا ...
كان ذلك في بداية الخمسينات من القرن العشرين ...
ورغم ضيق حال الأسرة ... إلا أنهم أصروا أن يسافر إبنهم إلى القاهرة ليدرس في كلية الطب ...
صحبته أخته الكبرى ... وهي غير متزوجة ... واستأجرا في الجيزة حجرة صغيرة يعيشان فيها ...
وانتظم في الدراسة ، وكانت الأسرة تقتطع من معيشتها وترسل لهما ثلاثة
جنيهات كل شهر ... للسكن والإعاشة ... علاوة على مصاريف الجامعة ...
وكان هذا عبئا كبيرا على الأسرة ... ولكنهم يشكرون الله وينظرون إلى مستقبل إبنهم ...
ارتبط بالكنيسة في الجيزة ارتباطا شديدا ... ووجد في أبينا المتنيح القمص/ صليب سوريال نعم الأب الحنون ...
مضت شهور ... وانتظم في الدراسة ... وكانت حوالة مالية تأتيه أول كل شهر من الأسرة بالصعيد ...
في أول أحد الشهور إنتظر كعادته أن تأيه الحوالة بالبريد ... فلم تصل ... تأخرت ... إنتظر يومين ... ثم أسبوع ... لا شيء ...
المواد التموينية في البيت قاربت على النفاذ ... وهو ليس له قريب في القاهرة ... ويستحي أن يطلب من أحد ... ثم من يعطيه ؟!
بدأ هو وأخته يقتصدان في الطعام القليل الباقي عندهم ... مع المواظبة على الصلاة والطلبة ...
حتى نفذ كل ما عندهم تماما ... أصبحا لا يمتلكان حتى رغيف خبز واحد ...
ضاق الأمر بالأخت جدا ... وبينما هو خارج في الصباح إلى الجامعة ... قالت
له إعمل حسابك لا ترجع إلى البيت دون أن تتصرف ... حتى لا نموت من الجوع
...
وفي طريقه إلى الجامعة سيرا على الأقدام ... إذ كان السكن قريبا ... انهمر في البكاء وهو يصلي ويقول: ...
أنت تقوت فراخ العربان التي تدعوك ... أن تفتح يدك فتشبع كل حي رضى ...
ثم صلى مزمور: "يستجيب لك الرب في يوم شدتك"
كان بعد الصلاة متحيرا ... ماذا يفعل ... هل يذهب إلى الجامعة ويسأل أحد
زملاؤه المساعدة ؟؟؟ هل يرسل تلغراف إلى أسرته ؟؟؟ ولكن من أين له بثمن
التلغراف ...
أخيرا خطر على باله أن يذهب إلى أبونا صليب يطلب منه ... إنه أمر محرج جدا ... ولكن ما هو البديل ؟؟؟
وصل وهو في هذه الأفكار إلى ميدان الجيزة ... وقف في وسط الميدان كمن هو في مفترق الطرق ... إلى أين يتجه ؟؟؟
رفع بصره إلى السماء وفي عينيه دمعة ... وقال : إلى متى يا رب؟ ...
فلما أخفض بصره إذا ورقة تطير تدفعها الريح ... لأن الوقت شتاء ... طارت الورقة حتى إرتطمت برجله ... وإلتصقت بالبنطلون ...
إنحنى ليزيح الورقة عن رجله ... وياللمفاجأة المذهلة ... التي تفوق العقل ...
إنها ليست ورقة ... إنها ورقة مالية ... إنها جنيـــــــــــه !!!
لم يصدق عينيه وكأنه أصابه ذهول إلى لحظة ...
آه ... ربما طار من أحد ... أمسك الجنيه بيده ... رفعه إلى فوق ... لعل الذي طار منه الجنيه يأتي ليأخذه ...
ولكن لم يأت أحد ... ظل رافعا يده ربما لدقائق ... ثم كاد يصرخ ... لقد استجاب الرب بطريقة معجزية !!!
من كتاب
رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الجزء الثاني ... صفحة 76 - 79
نشأ في عائلة متدينة سكنت إحدى بلاد محافظة المنيا ...
كان ذلك في بداية الخمسينات من القرن العشرين ...
ورغم ضيق حال الأسرة ... إلا أنهم أصروا أن يسافر إبنهم إلى القاهرة ليدرس في كلية الطب ...
صحبته أخته الكبرى ... وهي غير متزوجة ... واستأجرا في الجيزة حجرة صغيرة يعيشان فيها ...
وانتظم في الدراسة ، وكانت الأسرة تقتطع من معيشتها وترسل لهما ثلاثة جنيهات كل شهر ... للسكن والإعاشة ... علاوة على مصاريف الجامعة ...
وكان هذا عبئا كبيرا على الأسرة ... ولكنهم يشكرون الله وينظرون إلى مستقبل إبنهم ...
ارتبط بالكنيسة في الجيزة ارتباطا شديدا ... ووجد في أبينا المتنيح القمص/ صليب سوريال نعم الأب الحنون ...
مضت شهور ... وانتظم في الدراسة ... وكانت حوالة مالية تأتيه أول كل شهر من الأسرة بالصعيد ...
في أول أحد الشهور إنتظر كعادته أن تأيه الحوالة بالبريد ... فلم تصل ... تأخرت ... إنتظر يومين ... ثم أسبوع ... لا شيء ...
المواد التموينية في البيت قاربت على النفاذ ... وهو ليس له قريب في القاهرة ... ويستحي أن يطلب من أحد ... ثم من يعطيه ؟!
بدأ هو وأخته يقتصدان في الطعام القليل الباقي عندهم ... مع المواظبة على الصلاة والطلبة ...
حتى نفذ كل ما عندهم تماما ... أصبحا لا يمتلكان حتى رغيف خبز واحد ...
ضاق الأمر بالأخت جدا ... وبينما هو خارج في الصباح إلى الجامعة ... قالت له إعمل حسابك لا ترجع إلى البيت دون أن تتصرف ... حتى لا نموت من الجوع ...
وفي طريقه إلى الجامعة سيرا على الأقدام ... إذ كان السكن قريبا ... انهمر في البكاء وهو يصلي ويقول: ...
أنت تقوت فراخ العربان التي تدعوك ... أن تفتح يدك فتشبع كل حي رضى ...
ثم صلى مزمور: "يستجيب لك الرب في يوم شدتك"
كان بعد الصلاة متحيرا ... ماذا يفعل ... هل يذهب إلى الجامعة ويسأل أحد زملاؤه المساعدة ؟؟؟ هل يرسل تلغراف إلى أسرته ؟؟؟ ولكن من أين له بثمن التلغراف ...
أخيرا خطر على باله أن يذهب إلى أبونا صليب يطلب منه ... إنه أمر محرج جدا ... ولكن ما هو البديل ؟؟؟
وصل وهو في هذه الأفكار إلى ميدان الجيزة ... وقف في وسط الميدان كمن هو في مفترق الطرق ... إلى أين يتجه ؟؟؟
رفع بصره إلى السماء وفي عينيه دمعة ... وقال : إلى متى يا رب؟ ...
فلما أخفض بصره إذا ورقة تطير تدفعها الريح ... لأن الوقت شتاء ... طارت الورقة حتى إرتطمت برجله ... وإلتصقت بالبنطلون ...
إنحنى ليزيح الورقة عن رجله ... وياللمفاجأة المذهلة ... التي تفوق العقل ...
إنها ليست ورقة ... إنها ورقة مالية ... إنها جنيـــــــــــه !!!
لم يصدق عينيه وكأنه أصابه ذهول إلى لحظة ...
آه ... ربما طار من أحد ... أمسك الجنيه بيده ... رفعه إلى فوق ... لعل الذي طار منه الجنيه يأتي ليأخذه ...
ولكن لم يأت أحد ... ظل رافعا يده ربما لدقائق ... ثم كاد يصرخ ... لقد استجاب الرب بطريقة معجزية !!!
كان ذلك في بداية الخمسينات من القرن العشرين ...
ورغم ضيق حال الأسرة ... إلا أنهم أصروا أن يسافر إبنهم إلى القاهرة ليدرس في كلية الطب ...
صحبته أخته الكبرى ... وهي غير متزوجة ... واستأجرا في الجيزة حجرة صغيرة يعيشان فيها ...
وانتظم في الدراسة ، وكانت الأسرة تقتطع من معيشتها وترسل لهما ثلاثة جنيهات كل شهر ... للسكن والإعاشة ... علاوة على مصاريف الجامعة ...
وكان هذا عبئا كبيرا على الأسرة ... ولكنهم يشكرون الله وينظرون إلى مستقبل إبنهم ...
ارتبط بالكنيسة في الجيزة ارتباطا شديدا ... ووجد في أبينا المتنيح القمص/ صليب سوريال نعم الأب الحنون ...
مضت شهور ... وانتظم في الدراسة ... وكانت حوالة مالية تأتيه أول كل شهر من الأسرة بالصعيد ...
في أول أحد الشهور إنتظر كعادته أن تأيه الحوالة بالبريد ... فلم تصل ... تأخرت ... إنتظر يومين ... ثم أسبوع ... لا شيء ...
المواد التموينية في البيت قاربت على النفاذ ... وهو ليس له قريب في القاهرة ... ويستحي أن يطلب من أحد ... ثم من يعطيه ؟!
بدأ هو وأخته يقتصدان في الطعام القليل الباقي عندهم ... مع المواظبة على الصلاة والطلبة ...
حتى نفذ كل ما عندهم تماما ... أصبحا لا يمتلكان حتى رغيف خبز واحد ...
ضاق الأمر بالأخت جدا ... وبينما هو خارج في الصباح إلى الجامعة ... قالت له إعمل حسابك لا ترجع إلى البيت دون أن تتصرف ... حتى لا نموت من الجوع ...
وفي طريقه إلى الجامعة سيرا على الأقدام ... إذ كان السكن قريبا ... انهمر في البكاء وهو يصلي ويقول: ...
أنت تقوت فراخ العربان التي تدعوك ... أن تفتح يدك فتشبع كل حي رضى ...
ثم صلى مزمور: "يستجيب لك الرب في يوم شدتك"
كان بعد الصلاة متحيرا ... ماذا يفعل ... هل يذهب إلى الجامعة ويسأل أحد زملاؤه المساعدة ؟؟؟ هل يرسل تلغراف إلى أسرته ؟؟؟ ولكن من أين له بثمن التلغراف ...
أخيرا خطر على باله أن يذهب إلى أبونا صليب يطلب منه ... إنه أمر محرج جدا ... ولكن ما هو البديل ؟؟؟
وصل وهو في هذه الأفكار إلى ميدان الجيزة ... وقف في وسط الميدان كمن هو في مفترق الطرق ... إلى أين يتجه ؟؟؟
رفع بصره إلى السماء وفي عينيه دمعة ... وقال : إلى متى يا رب؟ ...
فلما أخفض بصره إذا ورقة تطير تدفعها الريح ... لأن الوقت شتاء ... طارت الورقة حتى إرتطمت برجله ... وإلتصقت بالبنطلون ...
إنحنى ليزيح الورقة عن رجله ... وياللمفاجأة المذهلة ... التي تفوق العقل ...
إنها ليست ورقة ... إنها ورقة مالية ... إنها جنيـــــــــــه !!!
لم يصدق عينيه وكأنه أصابه ذهول إلى لحظة ...
آه ... ربما طار من أحد ... أمسك الجنيه بيده ... رفعه إلى فوق ... لعل الذي طار منه الجنيه يأتي ليأخذه ...
ولكن لم يأت أحد ... ظل رافعا يده ربما لدقائق ... ثم كاد يصرخ ... لقد استجاب الرب بطريقة معجزية !!!
من كتاب
رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الجزء الثاني ... صفحة 76 - 79
No comments:
Post a Comment