غير المستطاع عند الناس ...
يروي جناب القمص/ لوقا سيداروس في كتابه قائلا : ...
قد يصيبنا اليأس ونحن نواجه بعض مصاعب هذه الحياة ... وحين يطبق الشيطان على النفس ويحكم قبضته ... حينئذ يلجأ الانسان إلى الحلول البشرية ... أو يتهور ويتورط في قرارات قد تجلب عليه الشقاء مدى الحياة ...
والسبيل الوحيد إلى الخلاص هو التمسك بشخص المسيح ... وحفظ وصاياه ... لكي يصل الانسان إلى الغاية السعيدة ...
في أكتوبر 1977 وقبل سفري إلى أمريكا بأسبوعين ... جاءتني احدى بناتي ... وهي خادمة في مدارس الأحد ... تطلب مني أن أزور أسرة تمت لها بصلة قرابة ... فاعتذرت لها بضيق وقتي لأن سفري المفاجئ سبب لي ارتباكا كبيرا ... وتراكم أمور كثيرة تحتاج مني إلى تدبيرها قبل السفر ... علاوة على أمور الخدمة ...
فألحت عليّ قائلة ولو عشر دقايق في أي وقت ...
فقلت : وما الحاجة الشديدة لهذه الزيارة ؟؟؟
ففاجأتني بأنها مشكلة قديمة بين رجل وزوجته انتهت بالطلاق منذ 13 سنة ...
وأن الزوجة مقيمة في بيت والدها هي وابنها وابنتها ...
قلت : وأين أنت يا بنتي منذ سنين ؟ !!! ماذا أصنع الآن في زيارة قصيرة لهذه المشكلة المستعصية ؟؟؟ لقد فات أوان الكلام ...
قالت : لكن عندي ايمان أن ربنا ممكن يتدخل ...
خجلت من كلامها ... وإقتطعت وقت في مساء يوم أربعاء وذهبت لزيارة هذه الأسرة ... كانوا كلهم في البيت ...
قابلني رب البيت ... وهو رجل مُسِن ،،، صعيدي يعمل بالتجارة، ... قابلني بترحاب وعتاب ... كيف لم أزورهم من قبل ؟ !!!
إعتذرت أني لم أكن أعرفهم ... ولم يبلغني أحد بعنوانهم ...وجلسنا ...
فتحنا الكتاب المقدس ... وتحدثنا بكلمة الحياة وأعمال الله في قديسيه ... وكان الجميع في غاية التأثر والتجاوب مع الكلام ... ولما فرغنا من من الحديث قال لي الرجل:
الوقت قد أمسى ... فهل تسمح وتأكل معنا لقمة ؟؟؟
قلت : نعم ... ممكن أن نأكل معا لقمة محبة ...
لا أستطيع أن أصف الفرح الذي أظهره الرجل وهو غير مصدق ...
وقامت الأم وابنتها يجهزون لقمة صيامي ... بعض الفول المدمس والزيتون ... وبسرعة أعدوا المائدة ...
قال لي الرجل : تفضل بارك ...
قلت : خيرا وبركة ... ولكن قبل أن آكل لي كلمة معك ...
قال وهو خالي الذهن تماما : تفضل قُل ...
قلت له : لكل شيء تحت السماء وقت ... هكذا قال الكتاب المقدس ...
فاليوم يوم خلاص ... والوقت وقت مقبول ...
قال لي : ما هذا الكلام ؟؟؟
قلت : لقد حان الوقت لعمل الله...
سألني مستفهما : ما هو عمل الله ؟؟؟
قلت : السلام السمائي ...
قال ثانيةً : عمَّ تتكلم يا أبي ؟؟؟
قلت : لقد فعل الشيطان فعلته ... وعمل طوال هذه السنين ... من بغضة وعراك وكلام بطال وأعمال ضد المحبة ... وتحطيم الأسرة وهدم الأسرار ... والآن وقت عمل الله ... فالمسيح له المجد يهدم ما فعله الشيطان منذ سنوات ... لأن إبن الله جاء لينقض أعمال إبليس ...
فطن الرجل أني أطرق موضوع ابنته وقضية طلاقها من زوجا منذ 13 سنة ...
فجاوبني بنغمة أسيفة ولكن قاطعة وقال :
يا أبونا هذا أمر إنتهى من زمان !!! وصفحة أُغلِقَت ... ولا فائدة من مثل هذا الكلام ...
دعنا من هذه السيرة وتفضل كل لقمة معانا ...
قلت : لا آكل إن لم تعطني كلمة ...
قال : يا أبي ليس هكذا يكون الأمر ...
قلت دون أن أدري : طيب علشان خاطر يسوع ...
ولست أستطيع أن أعبر عن مدى التأثر البالغ الذي أصاب الرجل لدى سماعه هذه العبارة !!! كم إنفعل وهو يقول : لماذا يا أبي تقول هذا الكلام ؟؟؟
خاطرة على رقبتي ... خاطرة على رقبتي ...
من أجل خاطره لو طلبت ذبحت إبني ...
أنا ما أستاهلش أعمل حاجة علشان خاطره ...
وبكى الرجل ...
ومجرد بكاء رجل كبير - في بيت مثل هذا - شحن الجو كله تأثرا ... وإنسابت دموع غزيرة ... وكأن ريحاً قد هبّت فملأت البيت !!!
صلينا بحرارة ... وشكرنا المسيح العامل في القلوب ...
وقمنا بتناول الطعام ببساطة قلب وفرح كثير ...
وأكملنا حديثنا عن أعمال الله وقدرة المسيح الفائقة ... وسلطان المسيح الإله القادر على كل شيء ...
خرجت من هذا البيت المبارك وأنا في غاية التأثر ...
كيف أن النفوس البسيطة تستجيب هكذا لصوت الروح بلا عناد ...
وبمجرد ما يتحرك فيها هاتف الخير تتبعه متنازلة عن إرادتها !!!
في اليوم التالي ذهبت إلى بيت الزوج ... وجدته انسانا بسيطا ... يعيش بمفرده في شقة صغيرة استأجرها لنفسه منذ أن عاش وحيدا من 13 سنة ... يخدم نفسه بنفسه ... ويعمل في وظيفته ... ويدفع ما فرضته عليه المحكمة للأولاد ... ويراهم حسب الأوقات المتاحة دون مشاكل ...
جلست معه أتعرف عليه وعلى أحواله ...
ثم بلا مقدمات أخبرته بما صنع بنا المسيح بالأمس ...
لم يصدق نفسه وهو يقول : مستحيل ... مستحيل ...
ولكني طمأنته أن أعمال الله هكذا تكون ...
وصلينا معا ... كان في غاية التأثر ...
وقال لي : لقد صليت كثيرا من أجل أسرتي ... وبكيت كثيرا ... وظننت أن الله قد نسيني ... ولكن هيهات ... الآن علمت بالأكثر أن الرب طيب وصالح ... وأن إلى الأبد رحمته !!!
اصطحبته معي إلى منزل والد زوجته ... وبدون ميعاد ولا مقدمات دخلنا ...
وحالما دخلنا إندفع أولاده إليه يقبلونه ببكاء ... وهكذا زوجته ...
وانحنى هو يبكي عند قدمي حماه ... كوالده ... والرجل يرفعه ... ودموعه تجري على خديه ...
وهو يقول له : يا بني سامحني ...
والزوج يقول : لا بل أنا المخطئ ...
لم أر في حياتي مثل هذا المنظر المؤثر ...
جلسنا ثانيةً نقرا الحياة الأبدية ... والتعزية السماوية تغمرنا جميعا ... وصلينا بفرح ...
ثم سألني الزوج والزوجة على انفراد : ماذا سنفعل الآن ؟
أولا : نحن مطلقين بحسب الأوراق الرسمية ... ولكن ماذا في نظر الكنيسة والله ؟؟؟
قلت : أنتم فارقتم بعضكم البعض مجرد فراق لسبب أو لآخر من أسباب عدم الوفاق التي قد يزرعها عدو الخير ويهيج النفوس والمشاعر ... ومعظم هذه الأمور يكون مبالغ فيها بسبب عمل الشيطان ...
ولكن ربنا حفظكم جميعا من الزلل ... فأنت زوج عشت وحيدا ولم ترتبط بأحد ... لا بزواج ولا بخطايا غريبة ...
قال : إني أشهد بذلك أمام الله ...
وقلت للزوجة : وأنت كذلك إذ عشت في منزل أبيك صرت بعيدة عن كل شبهات الخطايا ولم تطلبي زوجا آخر ولا ارتبطت بأحد غير زوجك ...
إذن فهذه الفرقة ماذا يكون أثرها على رباط الزيجة المقدس ؟
لا شيء على الاطلاق ...
فأنتم بحسب الكنيسة والرباط المقدس الروحاني زوجين ... ولا حاجة لكم إلا شيء سوى الصلاة والتوبة والاعتراف عن أزمنة الجهل والقضايا وعدم المحبة ...
أما أن نعيد لكم سر الزيجة والاكليل الطاهر فهذا غير وارد في قوانين البيعة ...
أعطيتهم فترة من الأيام للصلاة لسبب ضيق وقتي ... وجاءا وإعترفا وناولتهما من الأسرار الإلهية ... وقرأت لهما التحاليل ... ورجعا إلى منزلهما الذي كان مهجورا معظم الوقت إلا في أوقات قليلة كانت الزوجة من حين لآخر تفتقد شقتها ربما كل شهر أو أكثر ... لأنها كانت تقيم في منزل والدها إقامة دائمة هي وأولادها ...
ذهبت معهم إلى المنزل ... ورفعت البخور وصليت ... ورجوت لهما أياما مباركة من كل قلبي ... وأوصيتهم بكثرة الصلاة والصوم والتناول من الأسرار ... وقبل أن أسافر ... أوكلت أمر قضية الطلاق إلى أحد أحبائي من المحامين ... وهو بدوره قام بعمله في إلغاء الطلاق ...
وكان لذلك في وسط المحامين والقضاة من المسيحيين صدىً مذهل من هذه السابقة النادرة ... وكانوا يتحدثون فيما بينهم ويمجدون الله القادر على كل شيء ... وأنه بالحق " ": «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»." !!!
(إنجيل لوقا 18: 27)
منقولة باختصار من كتاب : ...
المؤلف : جناب القمص/ لوقا سيداروس
الكتاب : رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الناشر : كنيسة مارجرجس باسبورتنج
الجزء 3 - الصفحات من 45 الى 52
يروي جناب القمص/ لوقا سيداروس في كتابه قائلا : ...
قد يصيبنا اليأس ونحن نواجه بعض مصاعب هذه الحياة ... وحين يطبق الشيطان على النفس ويحكم قبضته ... حينئذ يلجأ الانسان إلى الحلول البشرية ... أو يتهور ويتورط في قرارات قد تجلب عليه الشقاء مدى الحياة ...
والسبيل الوحيد إلى الخلاص هو التمسك بشخص المسيح ... وحفظ وصاياه ... لكي يصل الانسان إلى الغاية السعيدة ...
في أكتوبر 1977 وقبل سفري إلى أمريكا بأسبوعين ... جاءتني احدى بناتي ... وهي خادمة في مدارس الأحد ... تطلب مني أن أزور أسرة تمت لها بصلة قرابة ... فاعتذرت لها بضيق وقتي لأن سفري المفاجئ سبب لي ارتباكا كبيرا ... وتراكم أمور كثيرة تحتاج مني إلى تدبيرها قبل السفر ... علاوة على أمور الخدمة ...
فألحت عليّ قائلة ولو عشر دقايق في أي وقت ...
فقلت : وما الحاجة الشديدة لهذه الزيارة ؟؟؟
ففاجأتني بأنها مشكلة قديمة بين رجل وزوجته انتهت بالطلاق منذ 13 سنة ...
وأن الزوجة مقيمة في بيت والدها هي وابنها وابنتها ...
قلت : وأين أنت يا بنتي منذ سنين ؟ !!! ماذا أصنع الآن في زيارة قصيرة لهذه المشكلة المستعصية ؟؟؟ لقد فات أوان الكلام ...
قالت : لكن عندي ايمان أن ربنا ممكن يتدخل ...
خجلت من كلامها ... وإقتطعت وقت في مساء يوم أربعاء وذهبت لزيارة هذه الأسرة ... كانوا كلهم في البيت ...
قابلني رب البيت ... وهو رجل مُسِن ،،، صعيدي يعمل بالتجارة، ... قابلني بترحاب وعتاب ... كيف لم أزورهم من قبل ؟ !!!
إعتذرت أني لم أكن أعرفهم ... ولم يبلغني أحد بعنوانهم ...وجلسنا ...
فتحنا الكتاب المقدس ... وتحدثنا بكلمة الحياة وأعمال الله في قديسيه ... وكان الجميع في غاية التأثر والتجاوب مع الكلام ... ولما فرغنا من من الحديث قال لي الرجل:
الوقت قد أمسى ... فهل تسمح وتأكل معنا لقمة ؟؟؟
قلت : نعم ... ممكن أن نأكل معا لقمة محبة ...
لا أستطيع أن أصف الفرح الذي أظهره الرجل وهو غير مصدق ...
وقامت الأم وابنتها يجهزون لقمة صيامي ... بعض الفول المدمس والزيتون ... وبسرعة أعدوا المائدة ...
قال لي الرجل : تفضل بارك ...
قلت : خيرا وبركة ... ولكن قبل أن آكل لي كلمة معك ...
قال وهو خالي الذهن تماما : تفضل قُل ...
قلت له : لكل شيء تحت السماء وقت ... هكذا قال الكتاب المقدس ...
فاليوم يوم خلاص ... والوقت وقت مقبول ...
قال لي : ما هذا الكلام ؟؟؟
قلت : لقد حان الوقت لعمل الله...
سألني مستفهما : ما هو عمل الله ؟؟؟
قلت : السلام السمائي ...
قال ثانيةً : عمَّ تتكلم يا أبي ؟؟؟
قلت : لقد فعل الشيطان فعلته ... وعمل طوال هذه السنين ... من بغضة وعراك وكلام بطال وأعمال ضد المحبة ... وتحطيم الأسرة وهدم الأسرار ... والآن وقت عمل الله ... فالمسيح له المجد يهدم ما فعله الشيطان منذ سنوات ... لأن إبن الله جاء لينقض أعمال إبليس ...
فطن الرجل أني أطرق موضوع ابنته وقضية طلاقها من زوجا منذ 13 سنة ...
فجاوبني بنغمة أسيفة ولكن قاطعة وقال :
يا أبونا هذا أمر إنتهى من زمان !!! وصفحة أُغلِقَت ... ولا فائدة من مثل هذا الكلام ...
دعنا من هذه السيرة وتفضل كل لقمة معانا ...
قلت : لا آكل إن لم تعطني كلمة ...
قال : يا أبي ليس هكذا يكون الأمر ...
قلت دون أن أدري : طيب علشان خاطر يسوع ...
ولست أستطيع أن أعبر عن مدى التأثر البالغ الذي أصاب الرجل لدى سماعه هذه العبارة !!! كم إنفعل وهو يقول : لماذا يا أبي تقول هذا الكلام ؟؟؟
خاطرة على رقبتي ... خاطرة على رقبتي ...
من أجل خاطره لو طلبت ذبحت إبني ...
أنا ما أستاهلش أعمل حاجة علشان خاطره ...
وبكى الرجل ...
ومجرد بكاء رجل كبير - في بيت مثل هذا - شحن الجو كله تأثرا ... وإنسابت دموع غزيرة ... وكأن ريحاً قد هبّت فملأت البيت !!!
صلينا بحرارة ... وشكرنا المسيح العامل في القلوب ...
وقمنا بتناول الطعام ببساطة قلب وفرح كثير ...
وأكملنا حديثنا عن أعمال الله وقدرة المسيح الفائقة ... وسلطان المسيح الإله القادر على كل شيء ...
خرجت من هذا البيت المبارك وأنا في غاية التأثر ...
كيف أن النفوس البسيطة تستجيب هكذا لصوت الروح بلا عناد ...
وبمجرد ما يتحرك فيها هاتف الخير تتبعه متنازلة عن إرادتها !!!
في اليوم التالي ذهبت إلى بيت الزوج ... وجدته انسانا بسيطا ... يعيش بمفرده في شقة صغيرة استأجرها لنفسه منذ أن عاش وحيدا من 13 سنة ... يخدم نفسه بنفسه ... ويعمل في وظيفته ... ويدفع ما فرضته عليه المحكمة للأولاد ... ويراهم حسب الأوقات المتاحة دون مشاكل ...
جلست معه أتعرف عليه وعلى أحواله ...
ثم بلا مقدمات أخبرته بما صنع بنا المسيح بالأمس ...
لم يصدق نفسه وهو يقول : مستحيل ... مستحيل ...
ولكني طمأنته أن أعمال الله هكذا تكون ...
وصلينا معا ... كان في غاية التأثر ...
وقال لي : لقد صليت كثيرا من أجل أسرتي ... وبكيت كثيرا ... وظننت أن الله قد نسيني ... ولكن هيهات ... الآن علمت بالأكثر أن الرب طيب وصالح ... وأن إلى الأبد رحمته !!!
اصطحبته معي إلى منزل والد زوجته ... وبدون ميعاد ولا مقدمات دخلنا ...
وحالما دخلنا إندفع أولاده إليه يقبلونه ببكاء ... وهكذا زوجته ...
وانحنى هو يبكي عند قدمي حماه ... كوالده ... والرجل يرفعه ... ودموعه تجري على خديه ...
وهو يقول له : يا بني سامحني ...
والزوج يقول : لا بل أنا المخطئ ...
لم أر في حياتي مثل هذا المنظر المؤثر ...
جلسنا ثانيةً نقرا الحياة الأبدية ... والتعزية السماوية تغمرنا جميعا ... وصلينا بفرح ...
ثم سألني الزوج والزوجة على انفراد : ماذا سنفعل الآن ؟
أولا : نحن مطلقين بحسب الأوراق الرسمية ... ولكن ماذا في نظر الكنيسة والله ؟؟؟
قلت : أنتم فارقتم بعضكم البعض مجرد فراق لسبب أو لآخر من أسباب عدم الوفاق التي قد يزرعها عدو الخير ويهيج النفوس والمشاعر ... ومعظم هذه الأمور يكون مبالغ فيها بسبب عمل الشيطان ...
ولكن ربنا حفظكم جميعا من الزلل ... فأنت زوج عشت وحيدا ولم ترتبط بأحد ... لا بزواج ولا بخطايا غريبة ...
قال : إني أشهد بذلك أمام الله ...
وقلت للزوجة : وأنت كذلك إذ عشت في منزل أبيك صرت بعيدة عن كل شبهات الخطايا ولم تطلبي زوجا آخر ولا ارتبطت بأحد غير زوجك ...
إذن فهذه الفرقة ماذا يكون أثرها على رباط الزيجة المقدس ؟
لا شيء على الاطلاق ...
فأنتم بحسب الكنيسة والرباط المقدس الروحاني زوجين ... ولا حاجة لكم إلا شيء سوى الصلاة والتوبة والاعتراف عن أزمنة الجهل والقضايا وعدم المحبة ...
أما أن نعيد لكم سر الزيجة والاكليل الطاهر فهذا غير وارد في قوانين البيعة ...
أعطيتهم فترة من الأيام للصلاة لسبب ضيق وقتي ... وجاءا وإعترفا وناولتهما من الأسرار الإلهية ... وقرأت لهما التحاليل ... ورجعا إلى منزلهما الذي كان مهجورا معظم الوقت إلا في أوقات قليلة كانت الزوجة من حين لآخر تفتقد شقتها ربما كل شهر أو أكثر ... لأنها كانت تقيم في منزل والدها إقامة دائمة هي وأولادها ...
ذهبت معهم إلى المنزل ... ورفعت البخور وصليت ... ورجوت لهما أياما مباركة من كل قلبي ... وأوصيتهم بكثرة الصلاة والصوم والتناول من الأسرار ... وقبل أن أسافر ... أوكلت أمر قضية الطلاق إلى أحد أحبائي من المحامين ... وهو بدوره قام بعمله في إلغاء الطلاق ...
وكان لذلك في وسط المحامين والقضاة من المسيحيين صدىً مذهل من هذه السابقة النادرة ... وكانوا يتحدثون فيما بينهم ويمجدون الله القادر على كل شيء ... وأنه بالحق " ": «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»." !!!
(إنجيل لوقا 18: 27)
منقولة باختصار من كتاب : ...
المؤلف : جناب القمص/ لوقا سيداروس
الكتاب : رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الناشر : كنيسة مارجرجس باسبورتنج
الجزء 3 - الصفحات من 45 الى 52
No comments:
Post a Comment