وهكذا ظل عم صادق يعول زوجة أخيه ويربى ابنتها - وكان يعمل موظفا بوزارة العدل إلى أن أحيل إلى المعاش.
ثم ترك القاهرة وسكن بالأسكندرية وفي كل مجال وجد فيه هذا البار كان الجميع يشهدون أنه
رجل اللَّه ، ففي مجال العمل اكتسب ثقة الرؤساء وحب المرؤسين وكان نورا وملحا بحسب الأنجيل .
وقد كان باقى الوقت مكرسا بالكامل للحياة الروحية وقد أعطته النعمة فيضا من التعزيات وعمقا في
الروح، حتى أنه ما كان يفتح فمه ليتكلم حتى ينساب اكلام كفيض
غزير كما من نهر دافق
.وكان كل من يسمعه يلتهب بالفرح والتوبة ومشاعر روحية يعجزالتعبير
عنها .
أخبرنى أنه في إحدى
المرات كان يزور عائلة بالقاهرة محبة للمسيح وفي المساء بدأوا يتعزون بكلمة
النعمة، ومر الوقت دون أن يشعروا وفوجئوا بصوت بائع اللبن بالخارج ينادى ، لقد صار
الصباح وهم في نشوة الروح فصلوا وخرج
ذاهبا إلى العمل .
وقد كانت تعزية لزوجة
الأخ أن تجد إلى جوارها في القاهرة ملجأ كنيسة العذراء الذي أسسه المتنيح القمص
داود المقارى وهو رجل قديس وكان
صديقا حبيبا لعم صادق ، فابتدأت
تنشغل بالأطفال وتغدق عليهم حبا وحنانا .
وفي إحدى ليإلى شهر كيهك
وقد كانوا بالكنيسة بحسب عادتهم كل سبت يتنغمون بالتسبيح وكانت زوجة الأخ جالسة
وقد احتضنت بعض أطفال الملجأ في حضنها وأراحتهم على ركبتيها ، وقد كانت ذا قلب
بسيط ساذج ، فسمعها عم صادق تهمس في أذنه "يعنى
يا صادق يا أخويا هى العذراء ليه ما تجيش دلوقت وتفرحنا زى ما إحنا سهرانين
حواليها
. ولم تنته العبارة من فمها حتى تجلت العذراء القديسة أمامهم بهيئة كاملة
تتمشى في الهيكل فسجد عم صادق إلى الأرض وانتفضت هى متهللة
تعطى السلام والطوبى
للقديسة الطاهرة .
ومن عجب أن أحدا من الموجودين لم ينعم بالرؤيا سوى بعض الأطفال
الصغار .
No comments:
Post a Comment