رجل فقير معدم كان يأتي ليصلي في كنيسة العذراء بكليوباترا بالاسكندرية ...
يلبس أثمالا بالية ... كان عاملا يشتغل بيديه ويكسب قوته ... حتى أعجزه المرض عن العمل فأصبح يستجدي ...
والغريب في الأمر أنه حالما يدخل إلى الكنيسة للصلاة ... كان يرفض أن
يعطيه أحد شيئا في الكنيسة مهما كان احتياجه ... فالكنيسة له بيت الصلاة
...
وجدته في نهاية أحد القداسات واقفا محتارا ... وقد انصرف الجميع تقريبا ... وظل هو واقفا يبحث عن حذائه ...
سألته: "ماذا بك؟" قال: "لا أجد حذائي" ... نظرت حولي فلم أجد سوى حذاء واحد جديد ... قلت له: "لعل هذا هو حذاءك" ... قال: "لا" ...
قلت: "لقد انصرف الجميع ولم يبق سوى هذا الحذاء ... خذه إذن وإنصرف" ...
قال: "لا أستطيع ... فحذائي قديم مهلهل ... وهذا الحذاء الجديد لا يخصني"
...
ألححت عليه حتى يأخذه فرفض تماما ... قلت له: "إنتظر قليلا ... لعل أحدا لبس حذاءك دون قصد ... وسيعود عندما يكتشف ذلك" ...
استمر الرجل واقفا مدة تزيد على نصف ساعة ... ولم يحضر أحد ... قال لي
بعدها: "سامحني يا أبي أنا سأنصرف" ... ولما نظرت إليه وجدته حافي القدمين
...
قلت له: "لماذا لم تلبس الحذاء" قال: "لا أستطيع" ... حينئذ
أخذت الحذاء وشددت عليه حتى لبسه مرغما وإنصرف وهو متضايق ... ولكنني أرحت
ضميره وقلت له إنني سأعرف من فعل هذا وأتفاهم معه ...
وبعد أيام قليلة قال لي أحد الشمامسة أنه شاهد الأستاذ فلان يلبس حذاء الرجل الفقير ... بعد القداس وينصرف مسرعا ...
ذهبت لأزور هذا الأخ في بيته ... ثم سألته على إنفراد: "ماذا حدث حتى أنك
لبست حذاء الرجل الفقير؟" ... فقال: "من أعلمك هذا؟" ... قلت: "علمت" ...
قال: "إني متحير في أمر هذا الرجل ... فهو فقير معدم كما يبدو عليه ...
حاولت مرارا أن أعطيه شيئا فرفض باصرار ... عرضنا عليه بعد الكنيسة بعض
الأطعمة ... شكرني ول يأخذ ... وقال لي: "أشكرك يا حبيبي ... فالله يهتم
حتى بفراخ الغربان" ...
وفي الأحد الماضي وجدتها فرصة سانحة إذ
خرجت من التناول ووجدت حذاؤه القديم المهلهل ... فلبسته على عجل وتركت
حذائي الجديد الذي لم أستعمله سوى أيام قليلة ... وخرجت من الكنيسة في غاية
الفرح إذ قدمت لأخ المسيح هذا شيئا بسيطا ...
يومها مجّدتُ الله
وروحه العامل فينا الذي يحرك المعطي للعطاء ... ويعمل في قلب المحتاج
للاكتفاء ... وهكذا تكون الكنيسة غنية بايمان اولادها !!!
من كتاب "القمص/ لوقا سيداروس" : "رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين"
الجزء الثاني (ص 97 - 99) الناشر "كنيسة مارجرجس باسبورتنج"
رجل فقير معدم كان يأتي ليصلي في كنيسة العذراء بكليوباترا بالاسكندرية ...
يلبس أثمالا بالية ... كان عاملا يشتغل بيديه ويكسب قوته ... حتى أعجزه المرض عن العمل فأصبح يستجدي ...
والغريب في الأمر أنه حالما يدخل إلى الكنيسة للصلاة ... كان يرفض أن يعطيه أحد شيئا في الكنيسة مهما كان احتياجه ... فالكنيسة له بيت الصلاة ...
وجدته في نهاية أحد القداسات واقفا محتارا ... وقد انصرف الجميع تقريبا ... وظل هو واقفا يبحث عن حذائه ...
سألته: "ماذا بك؟" قال: "لا أجد حذائي" ... نظرت حولي فلم أجد سوى حذاء واحد جديد ... قلت له: "لعل هذا هو حذاءك" ... قال: "لا" ...
قلت: "لقد انصرف الجميع ولم يبق سوى هذا الحذاء ... خذه إذن وإنصرف" ... قال: "لا أستطيع ... فحذائي قديم مهلهل ... وهذا الحذاء الجديد لا يخصني" ...
ألححت عليه حتى يأخذه فرفض تماما ... قلت له: "إنتظر قليلا ... لعل أحدا لبس حذاءك دون قصد ... وسيعود عندما يكتشف ذلك" ...
استمر الرجل واقفا مدة تزيد على نصف ساعة ... ولم يحضر أحد ... قال لي بعدها: "سامحني يا أبي أنا سأنصرف" ... ولما نظرت إليه وجدته حافي القدمين ...
قلت له: "لماذا لم تلبس الحذاء" قال: "لا أستطيع" ... حينئذ أخذت الحذاء وشددت عليه حتى لبسه مرغما وإنصرف وهو متضايق ... ولكنني أرحت ضميره وقلت له إنني سأعرف من فعل هذا وأتفاهم معه ...
وبعد أيام قليلة قال لي أحد الشمامسة أنه شاهد الأستاذ فلان يلبس حذاء الرجل الفقير ... بعد القداس وينصرف مسرعا ...
ذهبت لأزور هذا الأخ في بيته ... ثم سألته على إنفراد: "ماذا حدث حتى أنك لبست حذاء الرجل الفقير؟" ... فقال: "من أعلمك هذا؟" ... قلت: "علمت" ...
قال: "إني متحير في أمر هذا الرجل ... فهو فقير معدم كما يبدو عليه ... حاولت مرارا أن أعطيه شيئا فرفض باصرار ... عرضنا عليه بعد الكنيسة بعض الأطعمة ... شكرني ول يأخذ ... وقال لي: "أشكرك يا حبيبي ... فالله يهتم حتى بفراخ الغربان" ...
وفي الأحد الماضي وجدتها فرصة سانحة إذ خرجت من التناول ووجدت حذاؤه القديم المهلهل ... فلبسته على عجل وتركت حذائي الجديد الذي لم أستعمله سوى أيام قليلة ... وخرجت من الكنيسة في غاية الفرح إذ قدمت لأخ المسيح هذا شيئا بسيطا ...
يومها مجّدتُ الله وروحه العامل فينا الذي يحرك المعطي للعطاء ... ويعمل في قلب المحتاج للاكتفاء ... وهكذا تكون الكنيسة غنية بايمان اولادها !!!
من كتاب "القمص/ لوقا سيداروس" : "رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين"
الجزء الثاني (ص 97 - 99) الناشر "كنيسة مارجرجس باسبورتنج"
يلبس أثمالا بالية ... كان عاملا يشتغل بيديه ويكسب قوته ... حتى أعجزه المرض عن العمل فأصبح يستجدي ...
والغريب في الأمر أنه حالما يدخل إلى الكنيسة للصلاة ... كان يرفض أن يعطيه أحد شيئا في الكنيسة مهما كان احتياجه ... فالكنيسة له بيت الصلاة ...
وجدته في نهاية أحد القداسات واقفا محتارا ... وقد انصرف الجميع تقريبا ... وظل هو واقفا يبحث عن حذائه ...
سألته: "ماذا بك؟" قال: "لا أجد حذائي" ... نظرت حولي فلم أجد سوى حذاء واحد جديد ... قلت له: "لعل هذا هو حذاءك" ... قال: "لا" ...
قلت: "لقد انصرف الجميع ولم يبق سوى هذا الحذاء ... خذه إذن وإنصرف" ... قال: "لا أستطيع ... فحذائي قديم مهلهل ... وهذا الحذاء الجديد لا يخصني" ...
ألححت عليه حتى يأخذه فرفض تماما ... قلت له: "إنتظر قليلا ... لعل أحدا لبس حذاءك دون قصد ... وسيعود عندما يكتشف ذلك" ...
استمر الرجل واقفا مدة تزيد على نصف ساعة ... ولم يحضر أحد ... قال لي بعدها: "سامحني يا أبي أنا سأنصرف" ... ولما نظرت إليه وجدته حافي القدمين ...
قلت له: "لماذا لم تلبس الحذاء" قال: "لا أستطيع" ... حينئذ أخذت الحذاء وشددت عليه حتى لبسه مرغما وإنصرف وهو متضايق ... ولكنني أرحت ضميره وقلت له إنني سأعرف من فعل هذا وأتفاهم معه ...
وبعد أيام قليلة قال لي أحد الشمامسة أنه شاهد الأستاذ فلان يلبس حذاء الرجل الفقير ... بعد القداس وينصرف مسرعا ...
ذهبت لأزور هذا الأخ في بيته ... ثم سألته على إنفراد: "ماذا حدث حتى أنك لبست حذاء الرجل الفقير؟" ... فقال: "من أعلمك هذا؟" ... قلت: "علمت" ...
قال: "إني متحير في أمر هذا الرجل ... فهو فقير معدم كما يبدو عليه ... حاولت مرارا أن أعطيه شيئا فرفض باصرار ... عرضنا عليه بعد الكنيسة بعض الأطعمة ... شكرني ول يأخذ ... وقال لي: "أشكرك يا حبيبي ... فالله يهتم حتى بفراخ الغربان" ...
وفي الأحد الماضي وجدتها فرصة سانحة إذ خرجت من التناول ووجدت حذاؤه القديم المهلهل ... فلبسته على عجل وتركت حذائي الجديد الذي لم أستعمله سوى أيام قليلة ... وخرجت من الكنيسة في غاية الفرح إذ قدمت لأخ المسيح هذا شيئا بسيطا ...
يومها مجّدتُ الله وروحه العامل فينا الذي يحرك المعطي للعطاء ... ويعمل في قلب المحتاج للاكتفاء ... وهكذا تكون الكنيسة غنية بايمان اولادها !!!
من كتاب "القمص/ لوقا سيداروس" : "رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين"
الجزء الثاني (ص 97 - 99) الناشر "كنيسة مارجرجس باسبورتنج"
No comments:
Post a Comment