سيرة القديسة مطرونة التي تعيد لها الكنيسة في 10 توت (20 سبتمبر) من كل عام ... تشهد لكنيستنا الحية التي تكرم الشهادة للمسيح بغض النظر عن المراكز العالمية ... أو الأسماء المشهورة، أو أصحاب الرتب أو الأغنياء والوجهاء ...
فهذه القديسة الشهيدة ... كانت تعمل خادمة فقيرة لدى سيدة يهودية متسلطة وشريرة ... وكانت القديسة تحب سيدها الحقيقي يسوع المسيح وتشهد له ... فمن جهة الشكل ،،، عبدة مستعبدة ... ومن جهة الجوهر ،،، كانت حرة ، عتيقة الرب الذي حررها الحرية الداخلية ... "إن حرركم الإبن ،،، فبالحقيقة تصيرون أحراراً" ...
فلما عجزت سيدتها عن إمالتها عن إيمانها ،،، فهي مطيعة لها ،،، خادة لحاجتها ،،، ولكنها لم تخضع لها ولا لحظة واحدة من جهة إيمانها بالمسيح ... وعبادتها للذي أحبها وأسلم نفسه لأجلها ...
فلما رأت منها سيدتها هذا التمسك والقوة ... لجأت إلى العنف ... فضيقت عليها في حبس بلا أكل ولا شرب ... مع الضرب والإهانة حتى أسلمت روحها الطاهرة في يد المسيح الذي أحبها ...
ولما أرادت سيدتها الجاحدة أن تخفي جريمتها ... حاولت أن تلقي بجسد القديسة من على السطح ليقال أنها سقطت عفوا ... فبينما هي تكمل شرها ... وتحاول إخفاء فعلتها ... لم تختف عن عيني كاشف الأسرار ... وعارف نوايا البشر ...
فزلت قدمها ... وسقطت وماتت لوقتها ...
والجميل في الكنيسة أنها لم تغفل أن تكرم مثل هذه القديسة الشهيدة ... فهي وان لم يكن لها مركز قيادي كأم لجماعة رهبانية مثلا ... ولا هي تضلعت بأعمال باهرة ... ولا قامت بمشاريع تخلد ذكراها ... ولا ولدت أولادا صاروا أصحاب شأن في الكنيسة ... لا شيء من هذا ...
بل هي على العكس ضعيفة السيرة ... فقيرة مطمورة تكاد تكون منسية من الجميع ... ولكنها إذ تكللت بالإكليل السمائي ... وعُدّت في مصاف الشهداء ... ألزمت الكنيسة كلها أن تعيد لها ... وتسطر إسمها في السنكسار والتاريخ ... ودخلت ضمن جوقة صفوف الشهداء بجوار مارجرجس وأبو سيفين ومارمينا ... والقديسة الأميرة الشهيدة دميانة ... والأم دولاجي ...
فما أروعها كنيسة تزن النفوس بميزان الروح ... وتقيّم قديسيها بمقدار ما قدموا حياتهم محبة في المسيح الملك !!!
منقول من : ...
المؤلف: جناب القمص/ لوقا سيداروس ...
الكتاب: رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين ...
الناشر: كنيسة مارجرجس باسبورتنج ...
(الجزء 3 صفحة 31 - 32)
فهذه القديسة الشهيدة ... كانت تعمل خادمة فقيرة لدى سيدة يهودية متسلطة وشريرة ... وكانت القديسة تحب سيدها الحقيقي يسوع المسيح وتشهد له ... فمن جهة الشكل ،،، عبدة مستعبدة ... ومن جهة الجوهر ،،، كانت حرة ، عتيقة الرب الذي حررها الحرية الداخلية ... "إن حرركم الإبن ،،، فبالحقيقة تصيرون أحراراً" ...
فلما عجزت سيدتها عن إمالتها عن إيمانها ،،، فهي مطيعة لها ،،، خادة لحاجتها ،،، ولكنها لم تخضع لها ولا لحظة واحدة من جهة إيمانها بالمسيح ... وعبادتها للذي أحبها وأسلم نفسه لأجلها ...
فلما رأت منها سيدتها هذا التمسك والقوة ... لجأت إلى العنف ... فضيقت عليها في حبس بلا أكل ولا شرب ... مع الضرب والإهانة حتى أسلمت روحها الطاهرة في يد المسيح الذي أحبها ...
ولما أرادت سيدتها الجاحدة أن تخفي جريمتها ... حاولت أن تلقي بجسد القديسة من على السطح ليقال أنها سقطت عفوا ... فبينما هي تكمل شرها ... وتحاول إخفاء فعلتها ... لم تختف عن عيني كاشف الأسرار ... وعارف نوايا البشر ...
فزلت قدمها ... وسقطت وماتت لوقتها ...
والجميل في الكنيسة أنها لم تغفل أن تكرم مثل هذه القديسة الشهيدة ... فهي وان لم يكن لها مركز قيادي كأم لجماعة رهبانية مثلا ... ولا هي تضلعت بأعمال باهرة ... ولا قامت بمشاريع تخلد ذكراها ... ولا ولدت أولادا صاروا أصحاب شأن في الكنيسة ... لا شيء من هذا ...
بل هي على العكس ضعيفة السيرة ... فقيرة مطمورة تكاد تكون منسية من الجميع ... ولكنها إذ تكللت بالإكليل السمائي ... وعُدّت في مصاف الشهداء ... ألزمت الكنيسة كلها أن تعيد لها ... وتسطر إسمها في السنكسار والتاريخ ... ودخلت ضمن جوقة صفوف الشهداء بجوار مارجرجس وأبو سيفين ومارمينا ... والقديسة الأميرة الشهيدة دميانة ... والأم دولاجي ...
فما أروعها كنيسة تزن النفوس بميزان الروح ... وتقيّم قديسيها بمقدار ما قدموا حياتهم محبة في المسيح الملك !!!
منقول من : ...
المؤلف: جناب القمص/ لوقا سيداروس ...
الكتاب: رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين ...
الناشر: كنيسة مارجرجس باسبورتنج ...
(الجزء 3 صفحة 31 - 32)
No comments:
Post a Comment