نيحهم جميعا
"في
الأيام الأولى لوجودنا داخل سجن المرج ... في سبتمبر 1981، كان الجو وقتها
مشحونا بالغيوم من كل ناحية، لم يكن أحد يتوقع ما حدث ... ولم يكن أحد
يدري ماذا سيحدث ...
كان الآباء المحبوسون من كل أنحاء مصر ... وكثيرين منهم لا يعرف الآخر ... كانت هذه الأيام الأولى تمر ثقيلة على النفس ...
وكنا في الصباح الباكر في كل يوم نصحوا على صوت كنسي فيه عزاء كثير ...
يصلي مقتطفات من القداس الإلهي ... وكنا نسمعه يسبح بنغم روحي يزيح الكمد
عن النفس ... الكمد الذي يشيعه السجن وحراسه ...
كان هذا الأب الكاهن من المراغة - سوهاج ... وبمرور الأيام أصبح عمله هذا
مثل صياح الديك في الفجر ... ينبئ دائما بإنقشاع الظلام ...
ولما دققت السمع فيما يصلي ... وجدته يقول: "الرئيس والجند والمشيرين ... نَيّحْهُم جميعا" ...
لم يكن أحد من الضباط أو الحراس يفهم شيئا ... وكان بعض الآباء يقولون آمين ...
ولم تمض أيام حتى صنع الرب صنيعه العجيب ... وإستجاب !!!
من كتاب: "القمص لوقا سيداروس" : "رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين"
(الجزء الثاني صفحة 56 - 57) - الناشر "كنيسة مار جرجس سبورتنج"
No comments:
Post a Comment