عفة يوسف
"كان هذا الأخ من المترددين بصفة دائمة على الإعتراف وإجتماع الشبان في كنيسة مار جرجس إسبورتنج في السبعينات ...
كان وجهه مشرقا كوجه ملاك ... فقد حباه الله بنعمة خاصة ... إذ كان وسيما جدا في شكله ...
وكان بطبعه وديعا رقيقا ... وكان لرقة طبعه محبوبا من الجميع ... في بيته وفي المدارس التي نشأ بها ...
وكان متفوقا في دراسته ... أمينا لمسيحه ... أنهى دراسته الثانوية وإلتحق بكلية الطب ...
وكان أمينا في صلواته ... منظما في مواعيده ... يسلك بتدقيق عجيب ...
ولما تخرج من كلية الطب ... عين معيدا ... وصار نائبا في أحد الأقسام ...
وكان عليه أن يقضي معظم وقته ولياليه بالمستشفى ... وكنت بين الحين والآخر أراه في اجتماع الشبان بحسب ما يسمح وقته ...
كان يشكو لي من إحدى الممرضات بالمستشفى ... جميله ... تعطيه إهتماما أكثر
من باقي الناس ... وتحاول أن تتكلم معه كثيرا ... بمناسبة وبدون مناسبة
...
وكانت تتكلم بشيء من الميوعة ... وكان هو من ناحيته خالي
الذهن ... لا يعطيها إهتماما ... ولكنه كان حريصا واعيا أمينا لإلهه ...
محبا للقداسة ...
ولكن مع توالي الأيام ... إزدادت حركاتها
وكلماتها ... وصارت كمن تطارده في كل مكان ... وكلما تعمد لإهمالها ...
إزداد الشيطان في دفعها ...
جاء إلي مثقلا ... ماذا يفعل ؟ ...
قلت له أنت تصوم الأربعاء والجمعة ... قال نعم ... قلت: دعنا نصوم يوما
ثالثا .. فصار يصوم الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع ... مواظبا على
الصلاة الحارة ...
مضت بعض الأسابيع ... وفي ليلة كان يبيت في المستشفى ... كان هو المسئول عن العنبر ... وكانت هذه الممرضة مناوبة هي الأخرى ...
وبعد منتصف الليل ... دخل حجرته وصلى ... وألقى بنفسه على الفراش ... لعله يحظى بقليل من النوم قبل أن يستدعى لأحد المرضى ...
راح في نوم هادئ ... ثم فجأة ... صحا على صوت صراخ ... قام منزعجا ... قفز من على السرير وجرى في العنبر تجاه الصوت ...
فسمع واحدة تصرخ من إحدى الحجرات ... اندفع داخل الحجرة ... وإذا به يجد
تلك الممرضة وقد خلعت ملابسها تماما ... واقفة وحدها داخل الغرفة !!!
لقد نصب الشيطان فخه ليصطاده ... ملأ قلبها وألهب فكرها بالشر ... ولكن قوة الصوم والصلاة واليقظة وحب المسيح كانت معه ...
قال كما قال يوسف قديما : "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطيء إلى الله"
رشم ذاته بعلامة الصليب ... ودفعها بيده إذ كانت قد أغلقت الباب ووقفت وراءه تمنعه من الخروج ...
فتح الباب وخرج مسرعا يمجد الله ... الإله القوي ... ترك المستشفى وجاءني قبل الفجر ...
فوجئت به يقرع باب منزلي ... لم يستطع الإنتظار حتى الصباح ... كان مضطربا ومتأسفا أنه جاءني في ذلك الوقت ...
كم كانت فرحتي به عندما حكى لي ما جرى ... كم مجدت الله العجيب والقادر على كل شيء ...
صلينا مزامير باكر معا بفرح ونصرة لذيذة ... فطعم الانتصار والنجاح لا يمكن التعبير عنه !!!
من كتاب : "القمص / لوقا سيداروس" : "رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين"
(الجزء الثاني صفحة 70 - 75) - الناشر : "كنيسة مار جرجس باسبورتنج"
No comments:
Post a Comment