يروي قدس أبينا لوقا سيداروس في كتابه قائلا:
ذكرتني هذه السيرة العطرة للشهيدة الفقيرة الخادمة (الشهيدة مطرونة التي سبق أن نشرنا سيرتها في المرة السابقة) ... برجل فقير بسيط كان يعمل بائع سمك متجول ... كان يحمل على رأسه سلة كبيرة مملوءة بالأسماك يطوف بها شوارع وحواري قطاع كبير من حي شبرا ... والمناطق الفقيرة الملاصقة لها ...
ومن المعروف لدى الجميع أن باعة السمك المتجولين كانوا في معظمهم يتصفون بالفظاظة والمعاملات الشرسة ... ناهيك عن لغتهم السوقية وألفاظهم النابية ... فكان معظم الناس يتفادون الاحتكاك بهم ... بل يخافونهم ...
ولكن هذا الأخ سعد كان يبدو مختلفا إختلافا جِذريا ... فهو في هذا الوسط الصعب كان يحيا حياة مسيحية ... يصلي كثيرا وله علاقة حية بالمسيح يسوع ... فكان إذا تكلم مع زبائنه فهو صادق لا يكذب ... وديع لا يصيح ... وإذا باعهم شيئا فهو أمين غاية في الأمانة ...
كان العرف السائد في المعاملات هو كثرة الفصال والحلفان والأقسام المغلظة ... ولكن الأخ سعد كان يقول لزبائنه: "كلام مسيحي" "كلمة واحدة" ... كان هذا التصرف المسيحي يبدو غريبا على مسامع الناس ... ولكن مع مرور الوقت كان الكل يشهد أن الأخ سعد يتكلم بالصدق !!! والجميع يثقون في كلمته ... فهو لا يغش ولا يغالي في السعر ... ولا يطمع في الربح القبيح ... ولا يشتم ولا يحلف !!!
فكان إذا جاء إلى أحد الشوارع يلتف الناس حوله ... ويقبلون على الشراء منه بثقة عجيبة ... فكان أنجح هؤلاء التجار البسطاء ... وكان يبيع كل ما عنده في أقل وقت ... ويقنع بربح بسيط ويحيا حياة هانئة في سلام مع الله وسلام مع الناس ...
على أن هذا الأخ المسيحي لم يقف عند حد المعاملة الطيبة مع الناس ... وكسب ثقتهم وكونه يربح من تجارته ... بل كان كثيرا ما يتكلم عن المسيح مع المسيحيين وغير المسيحيين على حد سواء ... كلام بسيط ولكنه نابع من خبرة وحب وحياة ...
وكان الناس إذ رأوا تصرفه الصادق ... كانوا يقبلون كلامه ... وكثيرون تغيرت حياتهم بسبب صدق شهادة حياته لمخلصه وحبه لوصاياه !!!
منقول من:
المؤلف: جناب القمص/ لوقا سيداروس
الكتاب: رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الناشر: كنيسة مارجرجس باسبورتنج
(الجزء 3 صفحات 33 - 34)
ذكرتني هذه السيرة العطرة للشهيدة الفقيرة الخادمة (الشهيدة مطرونة التي سبق أن نشرنا سيرتها في المرة السابقة) ... برجل فقير بسيط كان يعمل بائع سمك متجول ... كان يحمل على رأسه سلة كبيرة مملوءة بالأسماك يطوف بها شوارع وحواري قطاع كبير من حي شبرا ... والمناطق الفقيرة الملاصقة لها ...
ومن المعروف لدى الجميع أن باعة السمك المتجولين كانوا في معظمهم يتصفون بالفظاظة والمعاملات الشرسة ... ناهيك عن لغتهم السوقية وألفاظهم النابية ... فكان معظم الناس يتفادون الاحتكاك بهم ... بل يخافونهم ...
ولكن هذا الأخ سعد كان يبدو مختلفا إختلافا جِذريا ... فهو في هذا الوسط الصعب كان يحيا حياة مسيحية ... يصلي كثيرا وله علاقة حية بالمسيح يسوع ... فكان إذا تكلم مع زبائنه فهو صادق لا يكذب ... وديع لا يصيح ... وإذا باعهم شيئا فهو أمين غاية في الأمانة ...
كان العرف السائد في المعاملات هو كثرة الفصال والحلفان والأقسام المغلظة ... ولكن الأخ سعد كان يقول لزبائنه: "كلام مسيحي" "كلمة واحدة" ... كان هذا التصرف المسيحي يبدو غريبا على مسامع الناس ... ولكن مع مرور الوقت كان الكل يشهد أن الأخ سعد يتكلم بالصدق !!! والجميع يثقون في كلمته ... فهو لا يغش ولا يغالي في السعر ... ولا يطمع في الربح القبيح ... ولا يشتم ولا يحلف !!!
فكان إذا جاء إلى أحد الشوارع يلتف الناس حوله ... ويقبلون على الشراء منه بثقة عجيبة ... فكان أنجح هؤلاء التجار البسطاء ... وكان يبيع كل ما عنده في أقل وقت ... ويقنع بربح بسيط ويحيا حياة هانئة في سلام مع الله وسلام مع الناس ...
على أن هذا الأخ المسيحي لم يقف عند حد المعاملة الطيبة مع الناس ... وكسب ثقتهم وكونه يربح من تجارته ... بل كان كثيرا ما يتكلم عن المسيح مع المسيحيين وغير المسيحيين على حد سواء ... كلام بسيط ولكنه نابع من خبرة وحب وحياة ...
وكان الناس إذ رأوا تصرفه الصادق ... كانوا يقبلون كلامه ... وكثيرون تغيرت حياتهم بسبب صدق شهادة حياته لمخلصه وحبه لوصاياه !!!
منقول من:
المؤلف: جناب القمص/ لوقا سيداروس
الكتاب: رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الناشر: كنيسة مارجرجس باسبورتنج
(الجزء 3 صفحات 33 - 34)
No comments:
Post a Comment