من طريف القصص ما حدث منذ حوالي 30 سنة حين جاءت فتاة صغيرة تبلغ من العمر
عشرة سنوات ... جاءت إلى أبينا بيشوي كامل وجلست إلى جواره تسأله سؤالا
غريبا: "هل إذا وجدت نقودا بالكنيسة وأخذتها ... هل هذا حرام ؟؟؟"
فأجابها أبونا بيشوي بحكمته المعهودة ...وهو يعرف الطفلة وأسرتها حق
المعرفة ... ويعرف براءتها وحبها للكنيسة ... أجابها قائلا: "لماذا تسأليني
هذا السؤال ؟" ...
فقصت له الطفلة قصتها العجيبة جدا ...
فمنذ يومين دخل والدها في ساعة الظهيرة إلى المنزل ... وبعد دقائق كان هناك
نقاش حاد بين والدها ووالدتها ... وكانت الطفلة ينتابها الهلع عند بداية
هذه المناقات الحادة ... فالأمر ينتهي دائما بالعنف من جهة الأب والصراخ من
جهة الأم ...
كان الموضوع الرئيسي للخلافات هو المال ... كان
الرجل يتهمها بالافراط في الصرف ... وعدم الحكمة ... بينما كانت السيدة
طيبة القلب ... لا تتصرف دون اذن زوجها إلا في أضيق الحدود ... وحسب
الاحتياج ...
كان أبونا بشوي يعرف مشاكلهم ويتدخل لحلها ... وكان
يعزي هذه السيدة ويمدها بطاقة في الصلاة للاحتمال والشكر ... وعبثا حاول
مع الرجل ... فهو دائما مشغول يلتمس لنفسه الأعذار في عدم حضوره للكنيسة
...
ولكن ما حدث هو أنه كان هناك مبلغ من المال قد حفظه الزوج
بالمنزل منذ شهرين ... ولما افتقده وقتها وجده ناقصا ثلاثة جنيهات ... فبدأ
يحتد وهو ينادي زوجته ليسألها عن المبلغ !!!
كانت السيدة على مدى
الشهرين قد احتاجت لبعض الضروريات فمدت يدها للمبلغ دون علم رجلها بذلك
... وكانت تلتمس فرصة مواتية لتخبره ولكنها نسيت الأمر أو لم تتسنى لها تلك
الفرصة ...
أدركت الزوجة عند سماع صراخ زوجها أن زوبعة عاصفة على
وشك أن تصدم بيتها ... رشمت ذاتها بعلامة الصليب ... وصلت رافعة قلبها إلى
السماء ... يا رب استر ... وطلبت حكمة من الأعالي ... يا مار جرجس أعني
... إشفع في ...
ثم إقتربت إلى زوجها قائلة: "ماذا بك ؟؟؟"
قال غاضبا: "الفلوس ناقصة ثلاثة جنيه " ...
أجابت فورا دون تفكير: "أيوة ثلاثة جنيه أنا أعطيتهم لأبونا بيشوي"...
لأن أبونا كان قد أوصاها أن تقول عن أي مبلغ ناقص أنه طرف أبونا بيشوي ...
ثار الرجل أكثر: "أبونا بيشوي مين ... أنت كذابة " ...
قالت السيدة بهدوء: "أنا هجيبلك الثلاثة جنيه حالا ... إهدأ وأسكت ..."
ثم نادت طفلتها قائلة: "روحي يا بنت كنيسة مارجرجس وهاتي الثلاثة جنيه من أبونا بيشوي ..."
أسرعت الطفلة خطاها وانطلقت نحو الكنيسة ... لابد أن تحضر المبلغ لكي تهدأ
العاصفة ... وببراءة الطفولة التي كان يزعجها الصراخ والاهانات ... راحت
تصلي كل الوقت الذي كانت تجري فيه نحو الكنيسة ... كان بيتهم يبعد عن
الكنيسة نحو عشر دقائق مشيا على الأقدام ... قضتها الطفلة مصلية متشفعة
بالقديس مارجرجس ... وكانت كأنها منطلقة في مهمة إنقاذ ...فلم تلتفت يمينا
ولا شمالا ... ولا تعوقت في الطريق ... فالموقف لا يحتمل الإبطاء ...
وبعد دقائق وجدت نفسها في الكنيسة ... إنه وقت الظهر ... لا يوجد بالكنيسة
صلوات ولا قداسات ولا اجتماعات ... لا يوجد سوى الفراشين ...
سألت بلهفة : "هل أبونا بيشوي موجود ؟؟؟"
قال لها الفراش: "لا"
أصابها خوف ونوع من خيبة الألم ...
ولكنها دخلت إلى الكنيسة ووقفت أمام أيقونة مارجرجس تصلي ...
ثم إلتفتت إلى أسفل ... فوجدت شيئا غريبا بجوار رجلها ...
توجد ورقة مالية ... إنه جنيه ... إنحنت وإلتقطته من الأرض ...
نعم إنه جنيه ملفوف ... فكته بسرعة وإذا هو جنيهان ... بل ثلاثة جنيهات !!!
عجيبة !!!
أشكرك يا مارجرجس جدا ...
لم تلبث ثوان حتى عادت أدراجها تجري وتلهث ...
وفي هذه المرة تصرخ بشكر عجيب ... وفرح لا ينطق به ...
دخلت إلى والدتها ... أعطتها الجنيهات وهي تقول ... اتفضلي يا ماما الثلاثة جنيهات ...
أخذتها السيدة وأعطتها لزوجها وقلت إتفضل ... آمن وإهدأ ...
لم يرد الرجل جوابا ولا استفسر عن الأمر ... فكل ما يهمه هو أن يكون المبلغ موجودا !!!
بعدما هدأ الأمر عادت السيدة تسأل طفلتها ... "ماذا قلت لأبونا بيشوي ؟"...
قالت الطفلة: "لم أر أبونا بيشوي ..."
"إذن ماذا حدث ؟؟؟"
قصت الطفلة لأمها تفاصيل ما جرى ...
قالت الأم وهي تمجد الله: "يا حبيبتي دي فلوس الكنيسة ... لكن روحي إسألي أبونا بيشوي هل التصرف إللي إتصرفتيه ده صح ولا حرام؟؟؟"
قال لها أبونا بيشوي: "يا حبيبتي مارجرجس كان عارف إني مش هكون موجود في الكنيسة في ذلك الوقت لكي أحل هذه المشكلة ...
فهو قام بسرعة وحلها ... أسرع وألقى لك الثلاثة جنيهات تحت أيقونته ...
وأرشدك أن تذهبي إلى أيقونته ... فأيقونة القديس تمثله ... وعندما نتشفع
بالقديين يسمعوننا ويقدمون لنا المعونة لأنهم خدام المسيح ...
فهذا الأمر الذي فعلتي هو عين الصواب ... ومش حرام أبدا !!!
فرحت الطفلة البسيطة بهذا الجواب ... وجاء أبونا بيشوي يحكي لي هذه القصة المعزية ... فكنا نمجد الله على أعمال حبه !!!
من كتاب
القمص: لوقا سييداروس
الكتاب: رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
الناشر: كنيسة مارجرجس باسبورتنج
الجزء الثالث ... صفحة 13 - 18
فأجابها أبونا بيشوي بحكمته المعهودة ...وهو يعرف الطفلة وأسرتها حق المعرفة ... ويعرف براءتها وحبها للكنيسة ... أجابها قائلا: "لماذا تسأليني هذا السؤال ؟" ...
فقصت له الطفلة قصتها العجيبة جدا ...
فمنذ يومين دخل والدها في ساعة الظهيرة إلى المنزل ... وبعد دقائق كان هناك نقاش حاد بين والدها ووالدتها ... وكانت الطفلة ينتابها الهلع عند بداية هذه المناقات الحادة ... فالأمر ينتهي دائما بالعنف من جهة الأب والصراخ من جهة الأم ...
كان الموضوع الرئيسي للخلافات هو المال ... كان الرجل يتهمها بالافراط في الصرف ... وعدم الحكمة ... بينما كانت السيدة طيبة القلب ... لا تتصرف دون اذن زوجها إلا في أضيق الحدود ... وحسب الاحتياج ...
كان أبونا بشوي يعرف مشاكلهم ويتدخل لحلها ... وكان يعزي هذه السيدة ويمدها بطاقة في الصلاة للاحتمال والشكر ... وعبثا حاول مع الرجل ... فهو دائما مشغول يلتمس لنفسه الأعذار في عدم حضوره للكنيسة ...
ولكن ما حدث هو أنه كان هناك مبلغ من المال قد حفظه الزوج بالمنزل منذ شهرين ... ولما افتقده وقتها وجده ناقصا ثلاثة جنيهات ... فبدأ يحتد وهو ينادي زوجته ليسألها عن المبلغ !!!
كانت السيدة على مدى الشهرين قد احتاجت لبعض الضروريات فمدت يدها للمبلغ دون علم رجلها بذلك ... وكانت تلتمس فرصة مواتية لتخبره ولكنها نسيت الأمر أو لم تتسنى لها تلك الفرصة ...
أدركت الزوجة عند سماع صراخ زوجها أن زوبعة عاصفة على وشك أن تصدم بيتها ... رشمت ذاتها بعلامة الصليب ... وصلت رافعة قلبها إلى السماء ... يا رب استر ... وطلبت حكمة من الأعالي ... يا مار جرجس أعني ... إشفع في ...
ثم إقتربت إلى زوجها قائلة: "ماذا بك ؟؟؟"
قال غاضبا: "الفلوس ناقصة ثلاثة جنيه " ...
أجابت فورا دون تفكير: "أيوة ثلاثة جنيه أنا أعطيتهم لأبونا بيشوي"...
لأن أبونا كان قد أوصاها أن تقول عن أي مبلغ ناقص أنه طرف أبونا بيشوي ...
ثار الرجل أكثر: "أبونا بيشوي مين ... أنت كذابة " ...
قالت السيدة بهدوء: "أنا هجيبلك الثلاثة جنيه حالا ... إهدأ وأسكت ..."
ثم نادت طفلتها قائلة: "روحي يا بنت كنيسة مارجرجس وهاتي الثلاثة جنيه من أبونا بيشوي ..."
أسرعت الطفلة خطاها وانطلقت نحو الكنيسة ... لابد أن تحضر المبلغ لكي تهدأ العاصفة ... وببراءة الطفولة التي كان يزعجها الصراخ والاهانات ... راحت تصلي كل الوقت الذي كانت تجري فيه نحو الكنيسة ... كان بيتهم يبعد عن الكنيسة نحو عشر دقائق مشيا على الأقدام ... قضتها الطفلة مصلية متشفعة بالقديس مارجرجس ... وكانت كأنها منطلقة في مهمة إنقاذ ...فلم تلتفت يمينا ولا شمالا ... ولا تعوقت في الطريق ... فالموقف لا يحتمل الإبطاء ...
وبعد دقائق وجدت نفسها في الكنيسة ... إنه وقت الظهر ... لا يوجد بالكنيسة صلوات ولا قداسات ولا اجتماعات ... لا يوجد سوى الفراشين ...
سألت بلهفة : "هل أبونا بيشوي موجود ؟؟؟"
قال لها الفراش: "لا"
أصابها خوف ونوع من خيبة الألم ...
ولكنها دخلت إلى الكنيسة ووقفت أمام أيقونة مارجرجس تصلي ...
ثم إلتفتت إلى أسفل ... فوجدت شيئا غريبا بجوار رجلها ...
توجد ورقة مالية ... إنه جنيه ... إنحنت وإلتقطته من الأرض ...
نعم إنه جنيه ملفوف ... فكته بسرعة وإذا هو جنيهان ... بل ثلاثة جنيهات !!!
عجيبة !!!
أشكرك يا مارجرجس جدا ...
لم تلبث ثوان حتى عادت أدراجها تجري وتلهث ...
وفي هذه المرة تصرخ بشكر عجيب ... وفرح لا ينطق به ...
دخلت إلى والدتها ... أعطتها الجنيهات وهي تقول ... اتفضلي يا ماما الثلاثة جنيهات ...
أخذتها السيدة وأعطتها لزوجها وقلت إتفضل ... آمن وإهدأ ...
لم يرد الرجل جوابا ولا استفسر عن الأمر ... فكل ما يهمه هو أن يكون المبلغ موجودا !!!
بعدما هدأ الأمر عادت السيدة تسأل طفلتها ... "ماذا قلت لأبونا بيشوي ؟"...
قالت الطفلة: "لم أر أبونا بيشوي ..."
"إذن ماذا حدث ؟؟؟"
قصت الطفلة لأمها تفاصيل ما جرى ...
قالت الأم وهي تمجد الله: "يا حبيبتي دي فلوس الكنيسة ... لكن روحي إسألي أبونا بيشوي هل التصرف إللي إتصرفتيه ده صح ولا حرام؟؟؟"
قال لها أبونا بيشوي: "يا حبيبتي مارجرجس كان عارف إني مش هكون موجود في الكنيسة في ذلك الوقت لكي أحل هذه المشكلة ...
فهو قام بسرعة وحلها ... أسرع وألقى لك الثلاثة جنيهات تحت أيقونته ...
وأرشدك أن تذهبي إلى أيقونته ... فأيقونة القديس تمثله ... وعندما نتشفع بالقديين يسمعوننا ويقدمون لنا المعونة لأنهم خدام المسيح ...
فهذا الأمر الذي فعلتي هو عين الصواب ... ومش حرام أبدا !!!
فرحت الطفلة البسيطة بهذا الجواب ... وجاء أبونا بيشوي يحكي لي هذه القصة المعزية ... فكنا نمجد الله على أعمال حبه !!!
No comments:
Post a Comment